فصل: باب الشين مع الثاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


 حرف الشين

 باب الشين مع الهمزة

‏{‏شأب‏}‏ * في حديث عليٍّ <تَمْرِيهِ الجَنُوبُ دِرَرَ أهاضِيبِه ودُفَعَ شآبِيبِه> الشَّآبِيبُ‏:‏ جمع شُؤبُوبٍ، وهو الدُّفْعةُ من المطَر وغيره‏.‏

‏{‏شأز‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث معاوية <دخل على خاله أبي هاشم بن عُتْبَة وقد طُعِنَ فبكَى، فقال: أَوَجَعٌ يُشئِزُك؟ أم حِرْصٌ على الدنيا> يُشئِزُك‏:‏ أي يُقْلِقُك‏.‏ يقال شَئِز وشُئِز فهو مَشئُوزٌ، وأشْأَزَه غيره‏.‏ وأصلهُ الشأْزُ، وهو الموضعُ الغليظُ الكثيرُ الحجارة‏.‏

‏{‏شأشأ‏}‏ * فيه <أنَّ رجُلا من الأنصار قال لبعيره: شَأْ، لَعَنَك اللّهُ> يقال شَأْشَأْتُ بالبعير‏:‏ إذا زجرتَه وقلت له شَأْ‏.‏ وَرَواه بعضهم بالسين المهملة، وهو بمعناه‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ <شَأْشَأْتُ بالحِمار: دَعَوْتُه وقلْتُ له: تَشُؤ تَشُؤ> ‏(‏زاد في الصحاح‏:‏ وقال رجل من بني الحِرْماز‏:‏ تَشَأْ تَشَأْ>، وفتَح الشين‏)‏ ولعلَّ الأوَّل منه وليس بزَجْر‏.‏

‏{‏شأف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <خَرجَتْ بآدم شَأْفَة في رِجْله> الشّأْفة بالهمز وغير الهمز‏:‏ قَرْحة تَخرُج في أسفل القَدَم فتُقْطَع أو تُكْوى فتذهب‏.‏

ومنه قولهم <اسْتأصَل اللّهُ شأْفَته> أي أذهَبَه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <قال له أصحابُه: لقد اسْتَأصَلْنا شَأْفَتَهم> يعنون الخوَارِجَ‏.‏

‏{‏شأم‏}‏ * في حديث ابن الحنْظَلية <حتى تكونوا كأنَّكم شأْمَةٌ في الناس> الشأمةُ‏:‏ الخال في الجسد معروفة، أرادَ‏:‏ كُونوا في أحْسَن زِيّ وهيئة حتى تَظهَرُوا للناس وينظروا إليكم، كما تَظْهَرُ الشَّامةُ ويُنْظَرُ إليها دون باقي الجسد‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <إذا نَشَأتْ بَحْرِيَّةً ثم تَشَاءمَت فتلك عَينٌ غُدَيْقَةٌ> أي أخَذَتْ نحو الشَّامْ‏.‏ يقال أشْأم وشاءَم إذا أتَى الشأمَ، كأَيْمَن ويامَنَ، في اليَمَن‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي صفة الإبل <ولا يأتي خَيرُها إَّلا من جاَنِبها الأَشْأَم> يعني الشِّماَلَ‏.‏

ومنه قولهم لليد الشمال‏:‏ <الشُّؤمى> تأنيثُ الأَشْأم‏.‏ يريد بخيرها لَبَنَها؛ لأنها إنما تُحْلب وتُرْكَب من الجانب الأيسر‏.‏

ومنه حديث عدي <فينظُرُ أيْمَن منه وأَشْأَم منه فلا يَرَى إَّلا ما قدَّم>‏.‏

‏{‏شأن‏}‏ * في حديث المُلاَعَنة <لكان لي ولها شَأْنٌ> الشَّأْن‏:‏ الخَطْبُ والأمْرُ والحالُ، والجمع شُؤُونٌ‏:‏ أي لولا ما حَكم اللّه به من آيات المُلاعَنَة، وأنه أسْقَط عنها الحدَّ لأقَمْتُه عليها حيث جاءت بالولد شَبيها بالذي رُمِيَت به‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الحَكَم بن حَزْن <والشأْنُ إذا ذاك دُونٌ> أي الحالُ ضعيفة، ولم ترتَفع ولم يَحْصل الغِنَى‏.‏

ومنه الحديث <ثم شأْنَك بأعلاها> أي اسْتَمِتع بما فوق فَرْجها، فإنه غير مَضيَّق عليك فيه‏.‏ وشأنَك منصوبٌ بإضمار فعْل‏.‏ ويجوز رفعُه على الابتداء والخبرُ محذوفٌ تقديرُه‏:‏ مباحٌ أو جائز‏.‏

وفي حديث الغُسْل <حتى تَبْلُغ به شُؤُونَ رَأْسِها> هي عِظَامُه وطرائِقُه ومَواصِلُ قبائله، وهي أربعةٌ بعضها فوق بعض‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث أيَّوب المُعَلِّم <لما انْهَزمْنا رَكِبتُ شأناً من قَصَب، فإذا الحَسَنُ على شاطِىءِ دِجْلَةَ، فأدْنيتُ الشَّأْنَ فحمَلتُه معي> قيل الشَّأْن‏:‏ عِرْق في الجَبَل فيه تُرَاب يُنْبت، والجمع شُؤُون‏.‏ قال أبو موسى‏:‏ ولا أرَى هذا تَفْسيراً لَه‏.‏

‏{‏شأو‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <فطلبتُه أرفعُ فَرَسي شَأْواً وأسيرُ شأْواً> الشأْوُ‏:‏ الشَّوطُ والمدَى‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن عباس <قال لخالد بن صفوان صاحِب ابن الزبير، وقد ذكر سُنَّة العُمَرين فقال: تركتُماَ سُنَّتهما شأواً بعيداً> وفي رواية <شأواً مُغْرِباً>، والمُغْرب‏:‏ البَعيد‏.‏ ويريد بقوله تركتُما‏:‏ خالداً وابنَ الزبير‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر <أنه قال لابن عباس: هذا الغلام الذي لم يَجْتَمع شوَى رأسه> يُريد شُؤُونه‏.‏ وقد تقدمت‏.‏

 باب الشين مع الباء

‏{‏شبب‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <أنه أئتزَرَ ببُرْدَة سَودَاء، فجعل سوادُها يَشُبُّ بياضَه، وجعل بياضُه يشُبُّ سَوادَها> وفي رواية <أنه لَبس مِدْرَعةً سَودَاء، فقالت عائشة رضي اللّه عنها: ما أحْسَنها عليك يَشُب سَوادُها بياضَك، وبياضُك سَوادَها> أي تُحَسِّنة ويُحَسِّنُها‏.‏ ورجل مَشْبوبٌ إذا كان أبيضَ الوَجْهِ أسوَدَ الشَّعَرِ، وأصله من شَبَّ النار إذا أوْقَدَها فتَلأْلأَتْ ضِياءً ونورا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أمّ سلمة رضي اللّه عنها حين تُؤُفِّي أبُو سلمة <قالت: جعلتُ على وجْهِي صَبِراً، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: إنه يَشُبُّ الوجهَ فلا تَفْعَلِيه> أي يُلَوِّنه ويُحَسِّنُه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه في الجَواهِر التي جاَءتْه من فَتْح نَهاَوَنْدَ <يَشُبُّ بعضُها بعضا>‏.‏

‏(‏س ‏[‏ه‏]‏‏)‏ وفي كتابه لوائل بن حُجْر <إلى الأقْياَل العباَهِلة، والأرْواع المَشاَبِيبِ> أي السادِة الرُّؤوسِ، الزُّهْرِ الألْوانِ، والحِساَنِ المناَظِر، واحدُهم مشُبوبٌ، كأنما أوقِدَت ألوانُهم بالنَّار‏.‏ ويروى الأَشِبَّاء، جمع شَبِيبٍ، فعيل بمعنى مفعول‏.‏

وفي حديث بدر <لمَّا برَزَ عُتبةُ وشَيبةُ والوليدُ، برَزَ إليهم شَبَبةٌ من الأنصار> أي شُبَّانٌ، واحدهم شابٌّ، وقد صَحَّفه بعضهم‏:‏ ستَّة، وليس بشْيء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما <كنتُ أنا وابنُ الزُّبير في شَبَبة معنا> يقال شبَّ يَشِبّ شَبَابا، فهو شابٌّ، والجمع شَبَبةٌ وشُبَّانٌ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث شريح <تجوزُ شَهادةُ الصّبْياَن على الكباَر يُسْتَشَبُّون> أي يُسْتَشْهَد مَن شَبَّ وكَبِر منهم إذا بَلغَ، كأنه يقول‏:‏ إذا تحمَّلُوها في الصّبَى، وأدَّوهَا في الكِبَر جاز‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث سُرَاقة <استَشِبُّوا على أسْوُقِكم في البَولِ> أي اسْتَوفِزُوا عليها، ولا تَسْتَقِرُّوا على الأرض بجَمِيع أقْدَامِكُم وتَدْنُوا منها، من شبَّ الفرسُ يَشِبُّ شِباَباً، إذا رَفَع يديه جميعاً من الأرض‏.‏

وفي حديث أمَ مَعْبَد <فلما سمع حسَّانُ شِعْرَ الهاتِفِ شَبَّب يُجاَوبه> أي ابتدأ في جوابه، من تَشْبِيب الكُتُب، وهو الابتداءُ بها والأخذُ فيها، وليس من تَشْبِيب النساء في الشِّعْر‏.‏ ويروى‏:‏ نَشِب بالنون‏:‏ أي أخذ في الشعر وعَلِق فيه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عبد الرحمن بن أبي بكر رضي اللّه عنهما <أنه كان يُشبِّب بِليْلى بنت الجُودِي في شِعْره> تَشْبِيبُ الشَعْر‏:‏ تَرقيقُهُ بذكر النِّساء‏.‏

وفي حديث أسماء <أنها دَعَت بمِرْكَنٍ وشَبٍّ يمانٍ> الشبُّ‏:‏ حَجَرٌ معروفٌ يُشْبه الزَّاج، وقد يُدْبَغ به الجلُود‏.‏

‏{‏شبث‏}‏ * في حديث عمر قال‏:‏ <الزبير ضَرِسٌ ضَبِسٌ شَبِثٌ> الشَّبثُ بالشيء‏:‏ المُتَعلِّقُ به‏.‏ يقال شَبِثَ يشْبَثُ شَبَثا‏.‏ ورجل شَبِثٌ إذا كان من طَبْعه ذلك‏.‏

وفيه ذكر <شُبَيث> بضم الشين مُصغر‏:‏ ماءٌ معروفٌ‏.‏

ومنه <دَارةُ شُبَيثٍ>‏.‏

‏{‏شبح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في صفته صلى اللّه عليه وسلم <أنه كان مَشْبُوح الذِّراعَين> أي طويلَهُما‏.‏ وقيل عَرِيضَهما ‏(‏في الدر النثير‏:‏ قلت‏:‏ رجح الفارسي وابن الجوزي الثاني‏)‏‏.‏ وفي رواية <كان شَبْح الذِّراعين> والشْبح مَدُّكَ الشيءَ ‏(‏في الأصل‏:‏ مد الشيء، والمثبت من أ واللسان والهروي‏)‏ بين أوتادٍ كالجلد والحَبْل‏.‏ وشَبَحْتُ العُودَ إذا نحَتَّه حتى تُعَرِّضَه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أبي بكر رضي اللّه عنه <أنه مرَّ ببلال وقد شُبِح في الرَّمْضاَء> أي مُدَّ في الشَّمْس على الرَّمْضاء ليُعذَّب‏.‏

ومنه حديث الدجال <خُذُوه فاشْبَحوه> وفي رواية <فشَبّحُوه>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <فنَزَع سَقْفَ بيتي شَبْحَةً شبْحَة> أي عوداً عُودا‏.‏

‏{‏شبدع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <من عَضَّ على شِبْدِعه سَلِم من الآثام> أي على لِسَانه‏.‏ يعني سَكَت ولم يَخُضْ مع الخَائِضين، ولم يَلْسَع به الناس، لأنَّ العاضَّ على لسانه لا يتكلَّم‏.‏ والشِّبْدِع في الأصل‏:‏ العَقْرَب‏.‏

‏{‏شبر‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في دعائه لعلي وفاطمة رضي اللّه عنهما <جمع اللّه شَملَكُما، وبارك في شَبْرِكُما> الشَّبْرُ في الأصل‏:‏ العَطاءُ‏.‏ يقال شَبَره شَبرا إذا أعْطاه، ثم كُنى به عن النِّكاح لأنَّ فيه عطاء‏.‏

‏(‏ه س‏)‏ ومنه الحديث <نهَى عن شَبْرِ الجَمل> أي أُجْرة الضِّرَاب‏.‏ ويجوز أن يسمَّى به الضِّرَابُ نفْسُه، على حَذْف المُضاَف‏:‏ أي عن كِراء شَبْرِ الجَمل، كما قال‏:‏ نهى عن عسْبِ الفَحْلِ‏:‏ أي عن ثَمَن عَسْبه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث يحيى بن يَعْمَرَ <قال لرجُل خاصم امرأته في مَهْرها: أَأنْ سَأَلَتْك ثَمنَ شَكْرِها وشَبْرِك أنشأتَ تَطُلُّها> أراد بالشَّبْر النكاح‏.‏

وفي حديث الأذان ذُكر له <الشَّبُّور> وجاء في الحديث تفسيرُه أنه البُوقُ، وفَسَّرُوه أيضا بالقُبْع ‏(‏في أ‏:‏ القُنْع‏.‏ وهو والقُبْع والقُثْع بالمعنى المذكور‏)‏‏.‏ واللفظةُ عِبْرَانِيَّة‏.‏

‏{‏شبرق‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث عطاء <لا بأسَ بالشِّبْرِق والضَّغاَبيس ما لم تَنْزِعه من أصله> الشِّبْرِق‏:‏ نبتٌ حجازي يُؤْكل وله شْوكٌ، وإذا يبِس سُمّى الضَّريع‏:‏ أي لا بأسَ بقَطْعِهما من الحَرَم إذا لم يُسْتَأصَلا‏.‏

ومنه في ذكر المُسْتهزئين <فأما العاص بن وائل فإنه خَرَج على حماَرٍ فدخل في أخْمَصِ رِجْله شِبْرِقَةٌ فهلَكَ.

{شبرم} (س) في حديث أم سلمة رضي اللّه عنها <انها شَربَت الشُّبْرُم، فقال إنه. حارٌّ جارٌّ> الشُّبْرم‏:‏ حبٌّ يُشْبه الحِمَّصَ يُطبخ ويُشْربُ ماؤه للتَّداوي‏.‏ وقيل إنه نَوعٌ من الشِّيح‏.‏ وأخرجَه الزمخشري عن أسماءَ بنت عُمَيس‏.‏ ولعله حديث آخر‏.‏

‏{‏شبع‏}‏ * فيه <المُتشبِّع بما لا يَمِلك كلابِس ثَوْبَىْ زُورٍ>أي المُتكثِّر بأكثَر مما عنْده يتجمِّل بذلك، كالذي يُرى أنه شبْعَان، وليس كذلك، ومن فَعَله فإنما يَسْخَر من نفسْه‏.‏ وهو من أفعال ذَوى الزُّور، بَلْ هو في نفسه زورٌ‏:‏ أي كَذبٌ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنَّ زَمْزم كان يقال لها في الجاهلية شُباَعَة> لأن ماءَها يُروِى ويُشْبع‏.‏

‏{‏شبق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما <قال لرَجُل وَطِىءَ وهو مُحْرِم قبل الإفاضة: شَبَقٌ شديدٌ> الشَّبَقُ بالتحريك‏:‏ شدةُ الغُلْمة وطلبُ النكاح‏.‏

‏{‏شبك‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <إذا مضى أحدُكم إلى الصلاة فلا يُشَبّكَنَّ بين أصابِعه فإنه في صَلاة> تَشْبيكُ اليَد‏:‏ إدْخال الأصابع بَعْضها بعض‏.‏ قيل كَره ذلك كما كَره عَقْص الشَّعر، واشتمالَ الصَّمَّاء والاحْتِباء‏.‏ وقيل التَّشْبيك والاحتباءُ مما يَجْلِبُ النَّوم، فنهى عن التعرُّض لما يَنْقض الطهارة‏.‏ وتأوَّله بعضهم أن تَشْبيك اليَدِ كناية عن مُلاَبَسة الخصُومات والخَوض فيها‏.‏ واحتَجَّ بقوله عليه السلام حين ذكر الفِتن <فشبَّك بين أصابِعه وقال: اخْتلَفوا فكانوا هكذا>‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث مواقيت الصلاة <إذا اشْتَبَكت النجومُ> أي ظَهَرت جميعها واخْتَلط بعضُها ببَعْض لكثرة ما ظَهَر منها‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه وقَعَت يدُ بَعيره في شَبَكَة جُرْذَانٍ> أي أنْقاَبها‏.‏ وجِحْرَتُها تكون مُتقاربة بعضها من بعض‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر <أن رجُلا من بني تميم التَقَط شَبَكَة على ظَهْر جَلاَّل، فقال: يا أمير المؤمنين اسْقِني شَبَكة> الشَّبكة‏:‏ آبَارٌ متقاربة قريبة الماء يُفْضِي بعضها إلى بعض، وجمعُها شِبَاك، ولا واحِدَ لها من لفْظِها‏.‏

وفي حديث أبي رُهْم <الذين بشَبكة جَرْحٍ> هي موضعٌ بالحجاز في ديار غفاَر‏.‏

‏{‏شبم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث جرير <خَيرُ الماء الشَّبِم> أي البارد‏.‏ والشَّبَم بفتح الباء‏:‏ البَرْد‏.‏ ويروى بالسين والنون‏.‏ وقد سَبَق‏.‏

ومنه حديث زواج فاطمة رضي اللّه عنها <فدخل عليها رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غَدَاةٍ شَبمةٍ>‏.‏

وفي حديث عبد الملك بن عمير <في غداةٍ شَبْمَةٍ>‏.‏

ومنه قصيد كعب بن زهير‏:‏

شُبَّحتْ بذى شَبَمٍ من ماءِ مَحْمِيَةٍ ** صَافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وَهْو مَشْمُولُ

يُرْوَى بكسر الباء وفتحها، على الاسم والمصدر‏.‏

‏{‏شبه‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في صفة القرآن <آمِنُوا بمُتَشاَبهِهِ، واعْمَلُوا بمُحْكَمِه> المُتَشاَبه‏:‏ ما لم يُتَلَقَّ معناه من لَفْظِه‏.‏ وهو على ضربين‏:‏ أحدُهُما إذا رُدَّ إلى المُحْكَم عُرِف معناه، والآخر ما لا سبيل إلى معرفة حقيقته‏.‏ فالمُتَتَبِّع به مُبْتَغ لِلْفتنَة، لأنه لا يكادُ ينتهي إلى شيءِ تسكن نَفْسُه إليه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث حذيفة وذَكَر فتنةً فقال <تُشَبِّه مُقْبلَة وتُبَيّن مُدْبرة> أي أنَّها إذا أقبلت شَبْهَت على القوم وأَرَتْهم أنهم على الحقّ حتى يدخلوا فيها ويَرْكَبُوا منها ما لا يجوزُ، فإذا أدْبَرت وانْقَضَت بانَ أمرُها، فَعَلِم من دَخَل فيها أنه كان على الخطأ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه نَهَى أن تُسْتَرْضَع الحَمْقاء، فإن اللَّبَنَ يتَشَبَّه> أي إن المُرْضِعَة إذا أرْضعَت غُلاما فإنه يَنْزع إلى أخْلاَقها فيُشْبهُها، ولذلك يُخْتار للرَّضاع العاقلةُ الحسَنةُ الأخلاق، الصحيحةُ الجِسْمِ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <اللَّبنُ يُشبَّه عليه>‏.‏

وفي حديث الدّياتِ <دِيةُ شِبْهِ العمْد أثلاثٌ> شِبْه العمْدِ أن تَرمىَ إنسانا بشيء ليس من عادته أن يَقْتُلَ مثْلَه، وليس من غَرَضك قَتْلُه، فيُصادِف قضاءً وقدراً فيقَعُ في مَقْتلٍ فيقْتُل، فتجب فيه الدِّيةُ دون القِصاَصِ‏.‏

‏{‏شبا‏}‏ * في حديث وائل بن جُحْر <أنه كتب لأقْوالِ شَبْوةَ بما كان لهم فيها من مِلك> شَبوةُ‏:‏ اسمُ النَّاحيةِ التي كانوا بها من اليَمن وحضرموت‏.‏

وفيه <فما فَلُّوا له شَباَةً> الشّباة طَرَف السَّيف وحَدُّه، وجمعها شَباً‏.‏

 باب الشين مع التاء

‏{‏شتت‏}‏ * فيه <يَهْلِكون مُهِلكا واحدا ويصْدُرون مصادِر شَتَّى> أي مُخْتلفة‏.‏ يقال شَتَّ الأمر شَتّاً وشَتَاتاً‏.‏ وأمر شتٌّ وشتيتٌ‏.‏ وقوم شَتىًّ‏.‏ وقوم شَتَّى‏:‏ أي مُتَفَرِّقُون‏.‏

ومنه الحديث في الأنبياء عليهم السلام <وأمّهاتُهم شَتَّى> أي دينهم واحدٌ، وشرائُعهم مختلفةٌ‏.‏ وقيل أراد اختلاف أزْمانِهم‏.‏ وقد تكرر ذكرها في الحديث‏.‏

‏{‏شتر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عمر <لو قَدَرْت عليهما لشتَّرتُ بهما> أي أسْمَعْتهما القبيح‏.‏ يقال شتَّرت به تَشْتيرا‏.‏ ويُروَى بالنون من الشَّنار، وهو العارُ والعَيْب‏.‏

ومنه حديث قتادة <في الشَّتَر رُبع الدرية> هو قَطْع الجَفْن الأسفل‏.‏ والأصل انقلابُه إلى أسفل‏.‏ والرجُل أشْتَر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث علي رضي اللّه عنه يوم بدر <فقلتُ قريبٌ مَفرُّ ابن الشَّتْراءٍ> هو رجُل كان يَقْطَعُ الطريق، يأتي الرُّفْقَة فيدْنُو منهم، حتى إذا هَمُّوا به نأى قليلا، ثم عاوَدَهم حتى يُصيب منهم غِرَّة‏.‏ المعنى أن مَفَرَّه قريبٌ وسيعود، فصار مثلا‏.‏

‏{‏شتن‏}‏ * في حديث حجة الوداع ذكرُ <شَتَانٍ> هو بفتح الشين وتخفيف التاء‏:‏ جبلٌ عند مكة‏.‏ يقال باتَ به رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم دخل مكة‏.‏

‏{‏شتا‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أمّ مَعْبَد <وكان القوم مُرمِلين مُشْتِين> المُشْتِي‏:‏ الذي أصابَتْه المَجاعةُ ‏(‏أنشد الهروي للحطيئة‏:‏

إذا نزَلَ الشتاءُ بدار قومٍ * تجنّبَ دار بيتِهِمُ الشتاءُ

أراد‏:‏ لا يتبين على جارهم أثرضيق الشتاء لتوسيعهم عليه‏)‏‏.‏ والأصلُ في المُشْتِى الداخلُ في الشِتاءِ، كالمُرْبِع والمُصِيف للداخل في الرَّبيع والصَّيف‏.‏ والعربُ تجعلُ الشِتاءَ مَجاعةً لأن الناس يلزمون فيه البيوت ولا يخرُجون للانْتِجاعِ‏.‏ والرواية المشهورة‏:‏ مُسْنِتِين، بالسين المهملة والنون قبل التاء، من السَّنَة‏:‏ الجدْب‏.‏ وقد تقدّم‏.‏

 باب الشين مع الثاء

‏{‏شثث‏}‏ * فيه <أنه مَرَّ بشاةٍ مَيِّتةٍ، فقال عن جِلْدها: أليس من الشَّثِّ والقَرَظ ما يُطَهِّره> الشَّثُّ‏:‏ شجر طِّيب الرِيح مُرُّ الطَّعْم، يَنْبُتُ في جِبال الغَوْر ونَجْد‏.‏ والقرَظُ‏:‏ ورَق السَّلَم، وهما نَبْتانِ يُدْبَغ بهما‏.‏ هكذا يُرْوى هذا الحديث بالثاء المثلثة، وكذا يَتداوَلُه الفُقَهاء في كُتُبِهم وألْفاظِهم‏.‏ وقال الأزهري في كتاب لُغَة الفقْه‏.‏ إنَّ الشَّبَّ - يعني بالباءِ المُوحَّدةِ - هو من الجَواهِر التي أنْبَتَها اللّه في الأرضِ يُدْبَغ به، شِبْه الزاج‏.‏ قال‏:‏ والسَّماعُ الشَّبُّ بالباء، وقد صحَّفه بعضُهم فقال الشَّثُّ‏.‏ والشثُّ‏:‏ شجرٌ مرُّ الطَّعْم، ولا أدْرِي أيُدْبَغُ به أم لا‏.‏ وقال الشافعي في الأمِّ‏:‏ الدباغ بكل ما دَبَغَت به العربُ من قَرَظ وشَبٍّ، يعني بالباء الموحدة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة <ذكَر رجُلا يَلِي الأمرَ بعد السُّفْياني، فقال: يكونُ بين شَثٍّ وطُبَّاقٍ> الطُبَّاقٍ> الطُّبَّاقُ‏:‏ شجرٌ ينْبُتُ بالحجاز إلى الطائف‏.‏ أراد أن مَخْرجَه ومُقامه المَواضع التي يَنْبُت بها الشَّثُّ والطُّبَّاقُ‏.‏

‏{‏شثن‏}‏ ‏(‏ه س‏)‏ في صفته صلى اللّه عليه وسلم <شَثْن الكَفَّين والقَدَمَين> أي أنهما يَميلان إلى الغِلَظِ والقِصَر‏.‏ وقيل هو الذي أنامِله غِلَظٌ بلا قِصَر، ويُحمَد ذلك في الرجال؛ لأنه أشدُّ لَقْبِضهم، ويُذَمُّ في النساء‏.‏

ومنه حديث المغيره <شَثْنة الكَفِّ> أي غَلِظته‏.‏

 باب الشين مع الجيم

‏{‏شجب‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما <فقام رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى شَجْبٍ فاصطَبَّ منه الماءَ وتَوضَّاَ> الشَّجْب بالسكون‏:‏ السِقاء الذي قد أخْلَق وبَلِىَ وصار شَنّاً‏.‏ وسِقاءٌ شاجِبٌ‏:‏ أي يابِسٌ‏.‏ وهو من الشَّجْب‏:‏ الهَلاَكِ، ويُجْمع على شُجُب وأشْجاَب‏.‏

ومنه حديث عائشة رضي اللّه عنها <فاستَقَوْا من كل بِئرٍ ثلاثَ شُجُب>‏.‏

وحديث جابر رضي اللّه عنه <كان رجلٌ من الأنْصاَر يُبَرِّد لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الماء في أشْجابه>‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وحديث الحسن <المجاَلِسُ ثلاثةٌ: فسالِمٌ وغانِمٌ، وشاجِبٌ> أي هالِك‏.‏ يقال شجَب يشجُب فهو شاَجِب، وشجِبَ يَشْجَب فهو شَجِب‏:‏ أي إمّا ساَلمٌ من الإِثم، وإما غانمٌ للأجْر، وإما هالِكٌ آثمٌ‏.‏ وقال أبو عبيد‏:‏ ويُروى <الناس ثلاثةٌ: السَّالمُ الساكتُ، والغانمُ الذي يأمُر بالخير وَيَنْهى عن المُنكر، والشاجِبُ الناطقُ بالخَناَ المُعِينُ على الظُّلْمِ>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث جابر <وثَوْبُه على المِشْجَب> هو بكسر الميم عِيدانٌ تُضَمُّ رُؤُسها ويُفَرَّج بين قَوائِمها وتُوضع عليها الثِّيابُ، وقد تُعَلَّق عليها الأسْقية لتَبْرِيدِ الماء، وهو من تَشاجَبَ الأمرُ‏:‏ إذا اخْتَلَط‏.‏

‏{‏شجج‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أمّ زرع <شَجَّكِ، أو فَلَّكِ، أو جَمعَ كُلاًّ لَكِ> الشَّجُّ في الرأس خاَصَّة في الأصل، وهو أن يَضْرِبَه بشيء فيَجْرَحَه فيه ويَشُقَّه، ثم استُعْمِل في غَيره مِنَ الأعْضاَءِ‏.‏ يقال شجَّة يَشُجُّه شجّاً‏.‏

ومنه الحديث في ذِكر <الشِّجاَج> وهي جمع شَجَّة، وهي المرَّة من الشَّجِّ‏.‏

وفي حديث جابر <فأشْرَع ناقتَه فشرِبَت فشجَّت فباَلَت> هكذا ذكره الحُمَيدِى في كِتابه‏.‏ وقال‏:‏ معناه قَطَعت الشُّرْب، من شَجَجْت المفازة إذا قَطْعتَها بالسَّير‏.‏ والذي رواه الخطّابي في غريبه وغيرُه‏:‏ فَشَجَتْ وبَالُت، على أنّ الفاءَ أصلية والجيم مُخففة، ومعناه تفاَجَّت وفرَّقت ما بين رِجْلَيها لِتَبُول‏.‏

وفي حديث جابر رضي اللّه عنه <أرْدَفَني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فالْتَقَمْتُ خاتم النُّبوّة فكان يَشُجُّ عليَّ مِسْكاً> أي أشَمُّ منه مسكا، وهو من شَجَّ الشَّرابَ إذا مَزَجه بالماء، كأنه كان يَخْلِطُ النَّسيم الواصِلَ إلى مَشَمِّه برِيح المِسْك‏.‏

ومنه قصيد كعب‏:‏

شُجَّت بذي شَبَمٍ من مَاءِ مَحْنِيةٍ *

أي مُزِجَت وخُلِطَت‏.‏

‏{‏شجر‏}‏ فيه <إيَّاكُم وما شَجَر بين أصحابي> اي ما وقَعَ بْينهم من الاخْتِلافِ‏.‏ يقال شَجَر الأمرُ يَشْجُر شجُور إذا اخْتلط‏.‏ واشتَجَر القومُ وتَشاجَرُوا إذا تنازَعُوا واخْتَلَفوا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أبي عمرو النخعي <يَشْتَجِرُون اشْتِجار أطْباقِ الرَّأْس> أراد أنَّهم يَشْتَبِكُون في الفِتْنَة والحَرْب اشتِباَك أطْباَق الرأس، وهي عِظامُه التي يدخُل بعضُها في بَعْض‏.‏ وقيل أراد يَخْتَلفون‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث العباس رضي اللّه عنه <كنتُ آخذاً بحَكَمة بَغْلة النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم حُنَين وقد شَجَرْتُها بها> أي ضَربْتُها بِلجاَمِها أكُفُّها حتى فتَحتْ فاَها، وفي رواية <والعَبَّاس يَشْجُرُها، أو يَشْتَجِرها بلجامِهاَ> والشجْر‏:‏ مَفْتَحُ الفَم‏.‏ وقيل هو الذَّقَن‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عائشة رضي اللّه عنها في إحدى رواياته <قُبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين شَجْرِي ونَحْرِي> وقيل هو التَّشْبيك‏:‏ أي أنها ضَمتَّه إلى نحرها مُشبِّكة أصابعها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومن الأول حديث أمّ سعد <فكانوا إذا أرادُوا أن يُطْعِمُوها أو يَسْقُوها شَجَرُوا فاها> أي أدْخَلوا في شَجْره عُوداً حتى يَفْتحوه به‏.‏

وحديث بعض التابعين <تَفَقَّد في طهارتك كذا وكذا، والشَّاكِلَ، والشَّجْرَ> أي مُجْتَمَع اللَّحْيين تحت العَنْفَقَة‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث الشُّرَاة <فشجَرْناَهم بالرِّماح> أي طَعَنَّاهم بها حتى اشتَبَكت فيهم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث حنين <ودُرَيدُ بن الصِّمَّةِ يومئذ في شِجاَرٍ له> هو مَرْكبٌ مكشُوفٌ دون الهوْدَج، ويقال له مِشَجَرٌ أيضا‏.‏

وفيه <الصَّخْرة والشَّجَرة من الجنة> قيل أراد بالشجَرة الكَرْمَةَ‏.‏ وقيل يحتمل أن يكونَ أراد شجرة بيعة الرِّضْوان بالحُدَيبَية؛ لأن أصحابها استوجبوا الجنة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن الأكوع <حتى كنتُ في الشجْرَاء> أي بين الأشجار المتكاَثِفًة، وهو للشَّجَرة كالقَصْباَء للقَصَبة، فهو اسمٌ مُفْردٌ يُراد به الجمعُ‏.‏ وقيل هو جمع، والأوّل أوجَه‏.‏

ومنه الحديث <ونأَى بي الشَّجَر؛ أي بَعُدَ بي المرْعَى في الشَّجر.

{شجع} (ه) فيه <يجىءُ كَنْزُ أحدهم يوم القيامة شُجاعا أقْرَعَ> الشُّجاع بالضم والكسر‏:‏ الحيةُ الذكر‏.‏ وقيل الحية مُطَّلقا‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

وفي حديث أبي هريرة في مَنْع الزكاة <إلا بُعِثَ عليه يومَ القيامة سَعَفُها وليفُها أشاجِع تَنْهشُه> أي حيَّات، وهي جمعُ أشْجَع وهي الحيةُ الذكَر‏.‏ وقيل جمع أشْجِعة، وأشجعة جمع شُجاع وهي الحيةُ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي صفة ابي بكر رضي اللّه عنه <عارِي الأشاجِعِ> هي مفاصِلُ الأصابِع، واحدُها أشجع‏:‏ أي كانَ اللحمُ عليها قليلا‏.‏

‏{‏شجن‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <الرَّحِمُ شُجْنَة من الرَّحمن> أي قَرَابةٌ مُشْتَبِكة كاشْتِباك العُرُوق، شبَّهه بذلك مجازا واتْسَاعا‏.‏ وأصلُ الشُّجنة بالكسر والضم‏:‏ شُعْبة في غُصْن من غُصُون الشجرة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه قولهم <الحديث ذو شُجون> أي ذُو شُعَب وامتساكٍ بعضه ببعض‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث سَطيح‏.‏

تَجُوب بي اْلأَرْضَ عَلَنْدَاةٌ شَجَنْ *

الشَّجن‏:‏ الناقة المُتدَاخِلة الخَلْق، كأنها شجرة مُتَشجِّنَة‏:‏ أي مُتَّصِلة الأغصان بعضها ببعض‏.‏ ويُرْوى شَزَن‏.‏ وسيجىء‏.‏

‏{‏شجا‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عائشة تَصِف أباها رضي اللّه عنهما قالت‏:‏ <شَجِىّ النَّشِيج> الشَّجْوُ‏:‏ الحُزنُ‏.‏ وقد شَجِىَ يَشْجَى فهو شَجٍ‏.‏ والنَّشيجُ‏:‏ الصَّوْتُ الذي يتردَّدُ في الحَلْق‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الحجاج <إنّ رُفْقةً ماتَتْ بالشَّجِى> هو بكسر الجيم وسكون الياء‏:‏ منزلٌ على طريق مكة‏.‏